http://www.masrawy.com/news/Egypt/Politics/2011/December/15/4674867.aspx
وهو أن أزهريون يرفضون امتطاء الدين للوصول للحكم وهذا ردي عليهم
http://www.masrawy.com/news/Egypt/Politics/2011/December/15/4674867.aspx
وهذا ردي عليهم :
1- قولكم أن الاسلام لم يعرف صورة واحدة أو نظاما واحدا من أنظمة الحكم فهو قول يفتقر لدليله ولكن الحق أن الله شرع الدين لادارة شئون الناس مؤمنهم وكافرهم , صغيرهم وكبيرهم ومن له أدنى مسحة من الفقه وقرأ في هذا العلم عرف ان النظام الذي يقره الاسلام هو ما شرعه الله وشرعه رسوله بسنته وهو الذي سار عليه الخلفاء الراشدون من بعده فيقدمون للحكم " الولاية " أو " الخلافة " من له سبق وفضل في الاسلام ومن أفضل من أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي ؟ ومن أفضلهم بعد أبي بكر من عمر بن الخطاب وهكذا في باقي الخلفاء الراشدين بالترتيب .
فيقدم أولا من له دين وفقه وعلم وأما مقاصد الشريعة فهو حتما في مصلحة البشر ولكن هذا القول حجة عليكم لا لكم لأن الإسلام دين شامل ولا يقتصر فقط على تطبيقه في المسجد دون الشارع ولا في البيت دون غيره من الاماكن فجاء كتاب الله وجاءت سنة نبيه واستدل منه العلماء على أحكام تخص كل فروع الحياة من أول الميلاد إلى الموت ومن العامة إلى الحكام ونظام الحكم والقضاء وتطبيق الشرع في القصاص والحدود والديات والشهادة والبينة وممن تقبل شهادتهم وممن ترد شهادتهم , كل شئ , فكذب كل من يدعي أن الاسلام لادخل له في الحكم أو السياسة .
2- قولكم عن أن الدولة لا تقوم على الشعارات الدينية ولا الشرائع ؟: سبحان الله فأين مقاصد الشريعة التي احتججتم بها في " أولا " ؟ أليس هناك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " ؟ أليس هذا بشعار ديني؟ أليست هي الهدف الأسمى للشرع؟ لتصحيح الدين؟ ليكون الدين كله لله؟ لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى؟ أليست هذه من أساسيات السياسة الشرعية؟ ألم تعلموا أن لابن تيمية كتاب يسمى " السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية "؟ بما أنكم تحتجون بكلامه وسبحان الله تسبونه وتغلطون من يأخذ من علمه وتحتجون بكلامه إذا وافق هواكم .
شريعة الاسلام لا تفرق بين الدين والسياسة ولكن الدين حاكم وله الكلمة العليا
قال الله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون "
نعم العدل مطلوب ويقيم الله الدولة بالحاكم العادل و إن كان كافرا ولكن ليس هذا مبتغى الشرع ومنتهاه أن نقيم الدولة على نظام يخالف دين الله بحجة العدل ومن أدراكم أن قيام دين الله واستعمال أحكامه لن يحقق العدل؟ بل هو منتهى العدل وثبت في السير أن الرسول صلى الله عليه وسلم حارب دول غير اسلامية منها المجوسية ومنها الرومية وحاربها من بعده خلفاؤه ولم يسأل ان كانت عادلة أم لا فقد حاربها لإعلاء دين الله ولا غير حتى وان كانت عادلة فدعكم من شبهاتكم التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تلبسون على العوام دينهم
3- قولكم أن الدين ماوقر في القلب وصدقه العمل وليس بالمظهر : فيما يختص بالايمان والاخلاص وماكان من مسائل القلب فلا سبيل لمعرفته إلا الله وقد انقطع الوحي بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فلن ينزل ليخبرنا ما في قلوب الناس ولكن لنا بالظاهر " المظهر" فترى الشخص الذي يلبس الذهب ويتشبه بأهل الجهل والفسق فنحكم عليه من مظهره أنه منهم ونرى الشخص المحتشم المؤدب الذي يدل من مظهره على صلاحه فنحكم بما رأيناه وما لنا أن نشق عن قلبه إلا ما دل دليل وظهرت بينة على كذبه وفجوره فالأصل يا أهل الشرع كما تعرفون " براءة الذمة " أو كما يقول القانونيون " المتهم بريئ حتى تثبت إدانته" وليس العكس كما تلبسون على العوام وكما توهمون الناس وتوهمون أنفسكم , فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تولى الخلافة بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه أنه قال " نأخذ بظواهركم أما سرائركم فنوكلها إلى الله "
4- نعم لكل فن أهله ولكن ليس كما تقولون أن الدين له أهل غير أهل السياسة فالفقيه هو من ألم بأحكام الدين كله وليس فقط فيه طهارة أو صلاة ولكن كل كتب الفقه ذكرت اهتمام العلماء بكل فروع الدين ولا تقتصر على فرع دون فرع بحجة أنهم غير أهله ولم نر أو نسمع أو نقرأ لأحد من العلماء الأفاضل من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا أحال فقه السياسة وتطبيق الشريعة في الحكم إلى أهلها من الأمراء أو الملوك أو الحكام ليفتوا فيه , فهم أهله , علماء الدين هم أهل هذا الفن وهم أولى الناس به , فمن حكم بغير أن يتعلم فقه الحكم والسياسة الشرعية فهو مخطئ وإن أصاب ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " القضاة ثلاثة إثنان في النار وواحد في الجنة : رجل علمن الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار "
فوجب على كل من اشتغل بالحكم أو الإمارة أو القضاء أن يتعلم ويعرف أحكامها وكيفية تسييرها على مراد الشرع كما رضيه الله ورضيه رسوله لا كما رضيت به الأهواء وأصحاب المصالح
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه ألزم كل من يدخل السوق ليشتغل في التجارة بتعلم فقه المعاملات وفقه البيع والشراء ليعلم الحلال والحرام فقال : " من دخل سوقنا ولم يتفقه أكل ربا شاء أم أبى " وروي نحوه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهذه حال من يشتغل في غير البيع والشراء أيضا حتى تربية الأولاد وتعليمهم وجب التفقه له .
في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ...." فذكر حتى المرأة راعية في بيت زوجها والولد في مال أبيه فمسؤولية العلم تقع على كل فرد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
فهذا هو التخصص الذي نعرفه لا كما تلبسون علينا وصدق الشعراوي إذ قال مال قلتم عنه أنه تمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة " فلو وصلهم الدين وتفقهوا وتعلموا حكموا بالعدل وهم مأجورون وإن أخطأوا فخطؤهم مغفور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهم ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر "
فللمصيب أجران أجر الاجتهاد وأجر الاصابه وللمخطئ أجر واحد فقط : أجر الاجتهاد فهو محمود في حكمه وإن أخطأ لأنه اجتهد عن علم لا عن جهل وعرفتم مصير من يحكم بجهل مما روي في الحديث السابق ذكره أن من حكم بجهل فهو في النار .
5- قولكم إذا فشلت التجربة التي ينسبونها للدين وقلتم " ظلما وزورا " فهذا معناه فشل الشريعة الاسلامية وهدم للدين
كذبتم والله فإن من حكّم الدين ورضي بالله ربا وبمحمد نبيا وارتضى الاسلام دينا فسوف ينصره الله " وان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " أما ما ذكرتموه في شبهتكم عما خدث في أفغانستان والسودان فهو ليس من فشل الشريعة وليس من جراء تطبيقها ولكنكم تعلمون علما يقينيا أن من يدعوا إلى شريعة الله حاربه جل أهل الأرض من غير المسلمين والمسلمين على سواء وهذا واضح للأعمى مابالكم بذي نظرة وذي مسحة من الفقه ومعلوم أن ما يحدث للمسلمين من بعدهم عن الشرع والدين ليس بتمسكهم به فوالله ثم والله ثم والله إن الفلاح والنصر مع المستمسك بدينه والخزي والخسران على من فرط فيه وارتضى نظاما آخر مخالفا لشرع الله
أما قولكم " أن الشريعة لا تحتاج إلى حاكم يفرضه على الناس ولكن تحتاج إلى مؤمنين فهو قول باطل ظاهر البطلان مردود في وجوهكم لأن من قوام الدولة في الاسلام الامارة فلا تستقيم بغير حاكم يحكم بشريعة الله وان كرهه الكارهون فنعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلام لم يترك أدنى اجتماع للناس وهو الثلاثة إلا و أمرهم بتأمير أحدهم يطيعونه ويوجههم " أي يجعلوا أحدهم أمير لهم " فمابالكم بملايين الناس؟ فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " .
أما اذا حكم الناس فاجر فلا نقول بفشل الشريعة أبدا فأي طفل أو عامي يعلم أن فجره وانحرافه على نفسه وهو بذلك آثم لا يطبق شرع الله وهو العدل .
أما ما ذكرتموه بخصوص الآية " لا اكراه في الدين " فهو وضعها في غير موضعها فليست في حكم الله فأنتم بذلك تعطون أهل الأهواء والنفوس الضعيفة حجة لعدم الالتزام بالدين وبالشرع فالشرع والدين واجب الالتزام بهما ولا يترك لأهل الأهواء والمصالح أما الاية فقد ذكرت في الدخول في الدين ابتداءا فإنه لا أحد يكره أحد في الدخول في الاسلام والايمان فقال الله تعالى بعدها " قد تبين الرشد من الغي " أي تبين الحق من الضلال من اتبع الحق فهو محق ومن اتبع الباطل فهو على باطل حتما ولا ندعي الحرية في الدين ولا نعطيه حجة له في اتباعه الباطل فحقا لا اكراه في الدين ولكن ليس المراد لا اكراه في تطبيق الدين والشرع فلم يقل هذا أبدا أحد من الصحابة ولا التابعين ولا علماء الدين والمفسرين أبدا أبدا وهذا من تلبيسكم على العامة بهذا الجهل والكذب في دين الله فلا يعقله من له عقل حمار فمابلكم بمن يوزن عقله بالذهب؟
وفي استدلالكم بحال ماليزيا وتركيا : من قال لكم أن الشرع يرضى لهم علمانيتهم ويرضى لهم ما صنعه أتاتوركهم؟ وهل تقدمهم بعض الشيئ أو كثيره من الناحية الاقتصادية يصحح لهم مسارهم في الحكم؟ فعلى قولكم هذا وشبهتكم فالأولى أن يحكمنا الأمريكان أو الأوروبيون لأنهم أكثر تقدما منهم !!!
أحيلكم للمزيد إلى كتب الفقه والتفسير والأحاديث ولن أخصص كتابا معينا ولكن ماترضونه من الكتب المعتمده ففيها الكفاية ولا غنى لها عن كتاب الله الذي يغنى عما سواه
أسأل الله لنا ولكم الهداية واتباع الشرع وارتضاء الله ربا والاسلام دينا ومحمد نبيا وصلى الله وسلم على نبينا محمد